بنت الايه المدير
عدد الرسائل : 1439 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: قصة حماااااااااااااامة الإثنين يونيو 08, 2009 3:48 pm | |
| في زاوية ما من زوايا هذه الأرض الرحبة الواسعة.. وُجدت مزرعة بديعة.. عن الأعين بعيدة.. ووسط سحر مكان بديع فريدة.. جميلٌ هو منظرها.. وجميلة هي معالمها.. تكسوها حلةٌ من البساطة والهدوء.. وتتسلل إلى أركانها أنواعٌ شتى من الملامح الساحرة لزوايا وسحر الطبيعة.. هنالك في إحدى أركانها.. تقبع تلك الحمامة.. تسكنُ ركنًا من أركان هذه المزرعة الهادئة.. وتفترش جزءً من أرضها الجميلة.. وكما كل المخلوقات.. تحبُ الهدوء وتُفضّل السكون.. ورغم ما يعتريها من فضول إلى عالم الطبيعة الكبير خارجًا.. إلا أنها لا تجد بديلاً لمزرعتها الهادئة التي ارتضتها مسكنًًا ومأوى.. لم يكن للحمامة الصغيرة أي صديق ولا رفيق بالأرض تلك.. مع أنها كانت تفضل لو قاسمها أي مخلوق ذاك المكان الآمن.. يعيش معها لحظة استيقاظ الشمس وطلوعها من سريرها الدافئ.. يعيش معها لحظات تبدل أوزان الطبيعة.. من شتى مراحل فصول السنة البديعة.. ويعيش معها تلك اللويحظات التي كانت تبكي فيها السماء..... لكم تمنت لو قاسمها أحد لحظات سقوط عبرات السماء على الأرض.. كانت الحمامة الصغيرة تتحسسها قطرة.. فقطرة.. وتتمنى لو حلّقت بجناحيها الصغيرتين ووصلت لخد السماء وغرست فيه قبلة دافئة.. ومسحت من عيناها الجميلتين بعضا من الحزن.. كانت للحمامة أحلامٌ بعضها تبدو مستحيلة.. فقد تمنت وهي تنظر للسماء.. لو نزلت السماء من ارتفاعها وشاركتها عشها الجميل ومسحت بعض عبراتها.. أو قاسمتها القطرات الحارة التي كانت تخرج منها عُنوة.. ما ميّز تلك الحمامة الصغيرة هو بياض لونها غير العادي.. ك انت شديدة البياض حتى أنها إذا ذابت وسط قطن أبيض ناعم لم يكد يُفرقُ أحدٌ بينها وبين بياض القطن ونعومته.. كانت حمامة ناعمة.. لها هديلٌ حزين يُسمع من آلاف الأميال والكيلومترات.. تُناجي فيه سماءً حزينة.. وتُحاكي فيه نجومًا مضيئة.. وتأتمن فيه لنيازك تحمل معها الأماني الجميلة.. ونسماتُ الهواء الرطبة تدغدغ ريشها الناعم.. فيُسمعها صوتًا أشبه بصوت حفيف الأشجار وهو يلامس هواء المزارع الخضراء الجميلة في أيام ربيعية منعشة.. كانت الحمامة آملة.. تنتظر يومًا تُقاسمها الطبيعة الأحزان.. كما قاسمتها هي أحزانها وأمطارها.. وتقلباتها الجوية الكثيرة.. وذات يوم وهي بعُشها الآمن سمعت أصواتًا بالخارج كأنها المناجاة.. أطرقت برأسها من بوابة المزرعة الكبيرة.. لتجد السماء وقد جاءتها زائرة.. والشمس وقد أقبلت ضاحكة.. والنجوم وقد تجندت متفائلة.. والقمر وقد نزل إليها زائرًا وفارشًا لها بياضه الساحر.. لتمشي فوق سحره.. وتعيشُ شيئا من الأحلام التي انتظرتها.. ..... وقاسمتها الطبيعة الأيام.. ..... وظنت الحمامة أن كل شيء سيكون كما تريد وكما كانت تحلم.. لكن الغد لم يأت لها بما كانت تريد.. ففي صباح اليوم الموالي.. تسللت السماءُ لعُلاها هاربة.. والشمسَ إلى مغربها راقدة.. والنجوم إلى مواقعها ساجدة.. والقمر اعتلى وسط السماء ليُنير الأرض الرحبة الواسعة.. وامتلأت الحمامة حزنًا.. واغرورقت عيناها قهرًا.. واعتصر الأنين قلبها عصرًا.. ودبّت في نفسها الأشجانُ.. وأسهرتها الليالي سهرًا.. لم تحزن الحمامة لأنها عادت وعُشها وحيدة.. بل لأن أحدًا لم يستأذنها عند الرحيل.. ولأن أحدًا لم يشرح لها طريق المسير.. ولمست في الطبيعة شيئًا من الأنانية.. وبعضًا من اللامبالاة.. لم تكن تُريد أن تبقى نواميس الكون معها ساكنة.. وفي أرضها مفترشة.. ولكنها تمنّت لو أنها علمت لماذا اتخذت الطبيعة ذاك المسير.. ولماذا حملت أمتعتها بصمت.. وغادرت في سكون الليالي الصامتة.. لازالت معالم الطبيعة ساكنة في الأيام.. لازالت الشمس تشرق كل صباح.. ويتبعها قمر يُنير في كل ليلة تتبع نهارا طويلا.. لم تختفي الطبيعة.. ولم تغب عن أعين الحمامة الجميلة.. لكن لغتها اختفت.. وعم الصمت أرجائها.. وبحثت الحمامة عن لغة للتواصل معها.. ولم تجد لها أثرًا.. وصارت تخاف أن تقرب الأحلام من جديد.. ... | |
|