بنت الايه المدير
عدد الرسائل : 1439 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: قصة ياسمين . الأحد يونيو 07, 2009 3:52 pm | |
| كان ذلك في يوم من أيام صيف 1996 في مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في فندق الأوبوروي .. حيث كنت على موعد مع صديق لشرب القهوة العربية بعد صلاة العصر .
وصلت إلى الفندق وتحديداً إلى قاعة المقهى المكيف الجميل ذي الديكورات الخلابة وذلك قبل الموعد بساعة .. دخلت المقهى ولم أكن أعرف أين اجلس أو أنظر ، إلا أن جمال المكان شدني للتجوال في أنحاءه لرؤية كل زاوية فيه ، وبالفعل تنقلت بين روعة الفن والديكور والأعمال الخشبية والزجاجية الجميلة حتى وصلت إلى زاوية في آخر المقهى حيث وضع أثاث جميل وهادئ الألوان .. وإضاءة خفيفة جداً ، ولا يرى الإنسان هناك إلا صفحة الوجه .. شدني ذلك الديكور الرائع .. وتقدمت قليلا وبهدوء شديد إلى الجالس على تلك الأريكة ، فقط لكي أهنئه على حسن اختياره لتلك الزاوية .. ولكنني رأيت رجلا في الخمسينيات نحيف الوجه .. قد خط فيه الزمن خطوطه .. وعيناه غائرتان ومليئتان بدمعتين من الحجم الكبير جداً .. وكان يجاهد لكي يمنعها من التدحرج على خديه .. !!
تقدمت إليه فرأيته غارقا في فكر بعيد جداً ..يخترق بنظرته الخمسينية ما وراء الفندق والدمام والكرة الأرضية كلها .. فقلت له : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فنظر إلي نظرة استغراب لأنه لا يعرفني ولا أعرفه .. وقال: وعليكم السلام .. وسكت ..
قلت له : هل يمكنني الجلوس على الأريكة المقابلة أم أنها محجوزة ؟!
فقال كالمنزعج لانقطاع حبل أفكاره : لا.. نعم .. تفضل .. تفضل ..
فعرفت من طريقة كلامه بأنه من أهل الشام وبالتحديد من لبنان ..
جلست وأنا ساكت .. ولكن كيف للثرثار بأن يجلس دون تعذيب لسانه .. !
قلت : عفواً .. ولكن لماذا تعذب عينيك وتمنع دمعتيك من التدحرج على خدك .. لو كنت مكانك لأرحت عيني من تحمل حرارة الدمع الحزينة وأرسلتها على خدي .. فما إن سمع كلامي حتى تدحرجت الدموع على خديه وسلكت التقاطيع الكثيرة في وجهه ولكنه لم يمسحها بمنديل ..
قلت : لابد انك تذكرت أناس أعزاء عليك !!
قال : وما يدريك ؟!
قلت : أرى معزتهم في عينيك ومحياك ..
قال : نعم أعزاء جداً جداً ..
قلت : ومتى ستلتقيهم؟
قال : والله أتمنى في كل لحظة السفر إليهم ولكن المسافة بعيدة جداً جدأً ..
قلت : وأين سكانهم؟
قال : آخر لقائي بها كان في أمريكا قبل ثلاث سنوات ولكننا افترقنا فلم نكن نلتقي إلا في المنام أو الاحلام ..
قلت : أيها العاشق أخبرني بقصة عشقك إن لم يكن في ذلك تدخل شخصي في حياتك..
قال وبابتسامة صغيرة : لا أبداً .. ليس هناك بيني وبين ياسمين أية أسرار بل وستكون سعيدة حسب ظني بها لو أنني قصصت عليك قصة حبنا الكبير .. ولكن دعني أصحح لك معلومة صغيرة وهي إن ياسمين هي ابنتي التي كانت تبلغ من العمر عشر سنوات .. ففوجئت بالمعلومة .. ثم استطرد قائلاً : هل تحب أن تسمع قصة حبنا الكبير ؟!
قلت متحمساً : نعم وبكل شوق ..
قال : عشت في الدمام عشر سنين ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين ، وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميته أحمد وكان يكبرها بثمان سنين وكنت أعمل هنا في مهنة هندسية .. فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراة ..
كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني وملائكي زاهر .. ومع بلوغها التسع سنوات رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر .. فكانت ما إن تنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلا طفوليا ساحرا ..
كنت أقول لها قومي إلعبي مع صديقاتك فكانت تقول : صديقي هو قرآني وصديقي هو ربي ونعم الصديق .. ثم
تواصل قراءة القرآن .. وذات يوم اشتكت من ألم في بطنها عند النوم .. فأخذتها إلى المستوصف القريب فأعطاها بعض المسكنات فتهدأ آلامها ليومين .. ثم تعاودها .. وهكذا تكررت الحالة .. ولم أعط الأمر حينها أي جدية ..
وشاءت الأقدار أن تفتح الشركة التي أعمل بها فرعا في الولايات المتحدة الأمريكية .. وعرضو | |
|