اقتحم
المهمشون وأطفال الشوارع المسلسلات المصرية الرمضانية هذا العام، حيث ركز
أكثر من مسلسل يعرض على الشاشات العربية على المهمشين وجعل منهم المحرك
الأساسي للأحداث، خاصة مسلسلات "بعد الفراق"، "قلب ميت"، "بنت من الزمن
ده" فضلا عن مسلسل "هيما".
ومن أهم المسلسلات التى اقتحمت عالم المهمشين "بنت من الزمن ده" لسامي
محمد علي وتأليف محمد الغيطي، إذ يصور المسلسل عالم الشارع الخلفي
للمدينة؛ حيث تعيش بطلة المسلسل بائعة الفل (داليا البحيري) بالقرب من
إشارات المرور.
ويصور المسلسل من خلال بائعة الفل، عالم الشباب والأطفال الذين يعيشون فيه تحت مستوى الفقر.
كما يصور العالم العدواني الذي تعيشه هذه الفئة من المجتمع المصري، حيث
يفرض عدد من البلطجية "أنفسهم بالقوة على اقتسام لقمة العيش مع المتسولين
وبائعي المناديل الورقية والورد كما تظهر في المسلسل من خلال شخصية باسم
السمرة، البلطجي المهيمن على مقدرات الحارة، وفقا للناقد الفنى عادل عباس.
أما مسلسل "قلب ميت" لمجدي أبو عميرة وتأليف أحمد عبد الفتاح، فهو يصور
واقع الطبقات المسحوقة في المجتمع المصري التي تسعى لتحسين أوضاعها دون
جدوى، في مواجهة واقع قاس لا يتيح فرصة أمام الشباب في فتح بوابة أمل،
ويستند المسلسل إلى الإثارة في ظل محاولة البطل إيجاد فسحة أمل ولو بالقوة
للعيش بكرامة.
هفوات فنية
لكن
الناقد أشرف بيومي يرى أن المسلسل يحتوي عددا من "الهفوات الفنية الناتجة
عن الأداء واختيار فنانين يتجاوز عمرهم العمر المفترض لهم في المسلسل، مثل
البطل شريف منير الذي يفترض أنه في الثلاثينيات بينما تجاوز عمره الخمسين،
إضافة إلى المبالغات في أداء جمال إسماعيل في دور الأب".
وفي الوقت نفسه تعرض المسلسل لموضوع بطالة الشباب وإحالة الموظفين على
المعاش المبكر والمآسي الاجتماعية بعد عمليات الخصخصة وبيع شركات القطاع
العام والفساد الحكومي، إلى جانب الإحباطات التي يتعرض لها جيل الشباب
والعلاقات العاطفية بين الشباب والفتيات.
ومن أهم المسلسلات التى اقتحمت عالم المهمشين أيضا يأتى "بعد الفراق"
لشيرين عادل وبطولة خالد صالح إلى جانب هند صبري الذي يصور انتقال
الأخيرين الطبقي في إطار نمطي في الدارما المصرية.
وتنتقل هند بقفزة درامية من خادمة إلى سيدة أعمال، في حين يقفز خالد صالح
من صحفي صغير إلى رئيس تحرير صحيفة متميزا على أقرانه في المهنة.
وفى السياق ذاته يأتى مسلسل "هيما" الذى كتبه بلال فضل وأخرجه جمال عبد الحميد.
ويرى الناقد أشرف بيومي في هذا العمل "مسلسلا متميزا من حيث الكتابة، قدم
خلاله بلال فضل إسقاطات اجتماعية متعددة بينها أوضاع المناطق الشعبية في
جزيرة الوراق، ومواجهة أهلها مع رجال الأعمال الذين يحاولون الاستيلاء
عليها، في إعادة للواقع الذي تعرضت له جزيرة الدهب قبل بضعة أعوام".
واعتبر بيومي أن "المسلسل كان يمكن له أن يكون من أفضل المسلسلات لولا
هبوط أداء بعض شخصياته الرئيسية، مثل عبلة كامل وداليا إبراهيم وأسامة
عباس، مما قلل من تميز أداء أبطال المسلسل أحمد رزق وحسن حسني".